08‏/08‏/2017

إيقاع يومي

بدأت أولاً فالبحث، ولا أزال أخوض ذلك البحث، وأعلم كذلك بأني سأبقى غريقاً لمهزلة البحث.
تعلمت بأن كل شيء قابلاً للتمدد، فبدت بمحاولٍ التمدد فوق كل شيء، التمدد للتقبل، والتمدد للتعلم، والتمدد كذلك للبقاء، بدت أتمدد لأكون خيراً وصالحاً، وتمددت كذلك لأسمع وأتنفس بحُب، وعلى كل حال، أنا اتمدد لأستمتع ولأبقى على قيد الفرح طائراً فوق الحياة، فوق منازل الغضب والزعل، وفوق أبجديات الصُخط والقلق.

عندما بدأت بالبحث، بحثتُ أولاً عن الله، وبعدها عن السلام وبعدها عن الحياة، وأكتشفت اخيراً بأني قد وجدت ذاتي تُحلق بخجلٍ لتبقى غائرتاً من كل بحثٍ قد ألتهيتُ بهِ عنها، فبحثتُ عنها، بدأت أفتش عن كل سرٍ مخبأٌ بها، لأكشفهُ وليبقى مفضوحاً لي، وخبأت اسراراً في داخلها، وبدأت اغازلها، ولم أثور ابداً عليها، كانت كعشيقةٍ لي، أزورها كل حينٍ، كل ليلة، تبادلنا الأغاني اولاً ثم تبادلنا كل شيء، كُنت مبتسماً لحديثها، وهائجاً لشهوتها، كُنت ألبي كل طلباتها بشغف أبٍ لتو رُزق بطفلٍ بعد معانتٍ ستةٌ وثلاثين عام، بقيتُ بجانبها دائماً ومررنا بالكثير، فبدأنا نحكي لبعضنا عن كل شيء، عن الحُب، وعن البهجة، عن الزعل والألم، عن ما نأمل بأن يكون عليه هذا العالم، وعن ما كَسرنا ولم نثور، عن الحياة وكل تقاسيم الحياة.

لأبدأ هُنا ولأدون عن ما حَدث حديثاً، يعني عن عشناه أنا وذاتي، عن بحثي، عن خبايا الحياة، ولن أكون هُنا وحدي، ستكون ذاتي شريكاً لي في ايقاع الكتابةٍ هُنا، سأكتب عن ما شعر به قلبي، عن ما خبأتهُ في صدري، وعن ما يخوض في متاهات عقلي، سأجعل هذا المكان كَصُندوقٍ لأخبئ به حكايا الأيام وتفاصيلها، وسأبقى، سيكون تمريناً للكتابة، للشعور، للفرح.

حَدث حَديثاً، يوميات أنيقه يتحدث بها القلب والذات والعقل، ويكتبها شابٌ تمرد ولعنهُ مُنظِرٌ عجوز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق