17‏/03‏/2014

الوداع الاخير

فقدتك وغيابك مسبب فراغ كبير في حياتي، حاولت كثير أفهم غيابك الي عجزت القى له سبب. اسف اذا زعلتك في شي او شفت مني شي وضايقك، معزتك في قلبي ماتغيرت وصورتك عن بالي ماراحت، والوقت اللي تحس انك تحتاج تتكلم راح تلقاني أول واحد انتظر اتصالك. صديقك عبدالله.

اتوقع كلنا نمر في مواقف نعجز عن التصرف فيها، مثلاِ غياب انسان تحبه وكان يعني لك الكثير، كنت تحس معاه بالأمان والحُب والطمأنينه اللي توصلك لأبعد مكان في دنيا السعادة، وفجأه يغيب هالانسان بدون سبب تعرفه ! تتصل عليه كثير وكل مره يقفل الخط من دون مايرد عليك وجرحك واستفاهمات قلبك تكبر .. تعيش في دنيا ثانيه غير الدنيا اللي انت عايش فيها، تعيش سارح وبالك شارد؛ تفكر انت اش سويت له عشان يتركك ويغيب ! يعاتبك قلبك كل لحظة ويسألك، متى جرحته؟ ليش غاب عنك وليش تركك لوحدك ! وعتاب يجر عتاب وكل هذي الدنيا تسألك وين فلان مانشوفكم مع بعض زي اول ! وينه  و وينه و وينه ؟ وياكثر الأسئلة اللي تنتهي برجفة قلب والعين تمتلي دموع ، وهذا انا كل ليلة اسأل نفسي وينه ياسماء عني ، وين راح ووين صد - اشتقت له .

اشتقت لأتصاله كل يوم، لأتصاله اللي يبدأه بعفوية، اشتقت لمزحه ولأهتمامه اللي مستحيل يشتري لنفسه شي ويناسني، للهدايا اللي كل مناسبة تصير لي يكون اول واحد يتذكرني بهدية، اشتقت لاهتمامه ايام المدرسة لما كان يهتم غالباً بعد نهاية الدوام يكون موجود عشان يطمأن عليه، اشتقت لاهتمامه اللي فقدته، اشتقت للأيام اللي كنت انام طول اليوم واصحى متأخر في نص الليل جايع وبعفويتي اقوله اني جايع وماني لاقي اكل فالبيت وفلحظة الاقيه جاب لي أكل. اشتقت للأيام اللي كنت امرض فيها والاقيه اول واحد يواسيني فيها، اشتقت للحظآت كثير ولذكريات صغيرة صارت بيننا وكل ما اذكرها مستحيل ما ابتسم ابتسامتي الكبيره اللي لو تشوفها تلاقي فيها ذاك العتب ع الايام اللي أخذت مني اغلى الناس .

صديقي هذا، وقف معي لما انخذلت من اغلى الناس وأكثر الناس حبيتهم وكنت أتوقع اني اكتفيت فيهم ! كان الوحيد اللي حس فيني لما طحت وتعبت من ذي الدنيا، كان الانسان اللي يفهمني من عيوني ويحس بدمعتي، كان يعرف قلبي اش يبغى قبل لا اتكلم، كان انا؛ كان فاهمني وفاهم ادق التفاصيل فيني، كان دايم واقف معي، كان يكره يشوف رسمة حزن على وجهي واللحظة اللي يحس اني حزين فيها يقلب الدنيا عشان يعرف سبب حزني وبعد مايعرف السبب يحول الدنيا في عيني فرح وسعاده تشيلني من الارض، كنت اشوف عينه واشوف الفرح فيها لما يشوفني مبسوط واضحك، كان دايم يدور على راحتي وسعادتي واش يرضيني . كان

تخيل لما تثق في انسان وتسلمه قلبك وانت مجروح، بعد ما انخذلت من كثير ناس وتعبت من ذي الدنيا، تسلم قلبك للانسان اللي وقف معك؛ بس لأنك تعبت من الدنيا ومافيها تعبت من الثقه اللي عطيتها ناس هزوك وكسروك. تسلم قلبك بحرارة وعيونك مليانه دمع وانت ميت خوف لا يخذلك هذا الانسان ويكسر قلبك، تخاف لأن كل شي فيك انكسر، ومابقى معك الى قلبك ودك تحافظ عليه لا ينكسر ولا ينخذل ويموت .

بعد شهور السعاده والغيابات اللي تروح وتجي بدون اسباب، وكل رجعه يرجعها وما اعاتبه لأني ما ابغى اخسره لأني احبه وقلبي بين ايديه، يروح ويرجع وقلبي يتصبر وفغيابته غاب وهذا الغياب طول وتعبت وانا افكر وافكر وماعرفت نوم الليل ولا عرفت الدنيا لوين تبغى توصلني، سهرت كثير وفكرت أكثر وحاولت اوصل له كثير بس ماقدرت، كان كل مره يمنعني اقرب منه وكل مره احاول اقرب منه كان يصدني بكل برود .

هذاك اليوم كنت بين اصدقائي وقلبي سارح فكره. جاني اتصال منه وقال انه يبغى يقابلني ويفهمني اشياء ضروري افهمها، فزيت ورب الكعبة ماكانت الارض شايلتني من الفرحة، كنت احس انه بيقولي معد بغيب واسف على الايام اللي تركتك لوحدك فيها، انا معك وطول العمر ببقى معك ولا بتركك ولا بخذلك، جاني وسلم عليه وقالي انه مابيطول عنده كلمتين، كانت الكلمتين لازم نبعد عن بعض. انتبه لنفسك ! وراح وراحت نفسي معه وخابت ظنوني ! مابكيت؛ كان تفكيري كله في قلبي اللي معه، كانت في داخلي صرخه، كان ودي اقوله قلبي امانه عندك لا تكسره ! ورب الكعبه كنت خايف على قلبي لا ينكسر، بعد عني وكل لحظة اشوفه يبعد اكثر كان الصوت اللي داخلي يقوى ويعلى وزاد الصوت وهلت دموعي. راح هذاك الصديق اللي كان سبب سعادتي واللي كنت اقول انه دنيا وانه عندي يسوى الناس كلها وكان انا وكان وكان، وهذا هو صار سبب جرحي وخذلاني .

مشاعر غريبة تحس فيها لما يبعد انسان تحبه ويحبك وعندك ثقه داخلك انه لازال يحبك ويخاف عليك .

#أدبية
على بعد الجفا مقدر يعيش بداخلي إنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق