04‏/09‏/2015

دائماً كانت لدي دميه. الفصل الثاني

دائماً ماكنت اهوى امتلاك الدمى، كانت بالنسبة لي كرفيق صالح وكأخٍ لطيف وكأبن خال مبتهجٍ على الدوام. على عكس ذلك لم أكن احب الأسلحه او حتى الشاحنات او اياً من تلك الخردوات التي يمتلكها الذكور، كنت ارى هُناك على الضفه الأخرى من هذه الحياه العديد من البشر بنظراتهم المستهزئة ! كنت اعلم بما في نفوسهم ولكنني لم أكف عن ما انا عليه لأنني مؤمن بأن الشيء الذي يَكفل لي حياة رائعه بعيداً عنهم وبعيداً ايضاً عن ضفتهم المشؤومه.

لستُ أنثى بل ذكراً وليس من حقك ان تُغير جنسي الذي خلقني الله عليه لمجرد حُبي لدميه، ولو ذكرتني بطفولتي واخبرتني بأنني كنت افضل الدمى على الدوام والإناث على الذكور والفساتين النفاشه على الثوب الجعد سأقول لك دعني ابرر لك مايلي رغم اني امتلك الحق في الإحتفاظ بتبريري ..

من الطفوله كانت الحروب تزعجني والأسلحه كذلك، لا اعلم ولكن للسيارات والشاحنات اثر متعلق بالحروب على الدوام، كَبرت وتأكدت بأنها حرب بشكل مختلف، هي تسلب مني اخي وابي وابن خالٍ لي، هي سلبت مني يوماً رائعه و اراقت دمعةٌ من عين امي، ودمرت مشروعاً فخماً في مدينتي هُناك. لمّ اكن ابداً اشجع ما يفعله الاطفال من ذوي جنسي امام منزلي، كانوا همجيين في اللعب وفي نظراتهم كذلك، كُانوا كمن يغتال بيتاً رحوماً مليئاً بالكثير من الأحلام كما حدث ولازال يحدث في غزه ، في فلسطين ! لا ازال عالقاً في فلسطين؛ امام التلفاز ابي يشاهد ويتألم وامي بدأت بالبكاء، اخي لا يُلقي بالاً لما يحدث واختي تُجلد كُتب المدرسه، انا هناك اشاهد، انا هناك لا اعلم لماذا احدهم يضرب امرأه كبيره، ولماذا الطفل هُناك مرمياً على الأرض !! ليس لوحده على الأرض بل العديد من الأطفال هُناك ! لا اريد مشاهدة التلفاز مرة أخرى ولا اريد لذلك الهمجي ذو الشارب الكثيف ان يقتحم بيتي ويضرب أمي ويقتل ابي ويطرحني على الأرض.


يتبع ..

من سلسلة قادمه. ينتهي 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق